
فهم محتوى UGC وكيف يحول العملاء إلى أداة قوية للتسويق لعلامتك التجارية
إن أقوى طريقة تسويقية لمنتج أو خدمة ليست عمل دعاية وإعلانات مدفوعة، بل أن يتحدث ويشارك العميل أو المستخدم تجربته لهذا المنتج أو لهذه الخدمة وهو ما يطلق عليه محتوى UGC.
فأناشخصيًا عندما أُقبل على شراء منتج أو كورس مدفوع، لا أقُدم على الشراء، إلا بعد سماع آراء المستخدمين للمنتج أو المشتركين في الكورس المدفوع.
وأنت أيضًا هل تثق في إعلان مدفوع على أي منصة، أم في تعليق أو فديو لمستخدم يقول تجربته بصدق؟
وهنا دور وقوة محتوى UGC، فهو أفضل طريقة تسويقية لمنتج أو خدمة، حيث يتم التسويق عن طريق العملاء المستخدمين، وهنا تُبنى الثقة والمصداقية.
فبرغم من وجود فريق تسويق ودعاية قوية للمنتج أو الخدمة، إلا أن العميل لن يُقبل على خطوة الشراء، إلا عندما يثق ويُصدق أن هذا المنتج أو الخدمة ستأتي له بنتائج إيجابية، وهذا التأكد لن يكون إلا من مستخدم مثله .
لذلك، فإن لمحتوى UGC قوة تسويقية ليست موجودة في طرق التسويق الأخرى، التي لم تعد كافية لإقناع العميل.
وذلك لأن ثقة الناس تُبنى عن طريق تجربة حقيقة لمستخدم مثلهم، وهذا ما جعل محتوى UGC يتفوق على طرق التسويق الأخرى.
فهل تتخيل أن فديو واحد لمنتج يمكن له أن يفعل ما لا تفعله الكثير من الفيديوهات لنفس المنتج، لمعرفة هذا تابع القراءة.
محتوى UGC
UGC هو أخذ أول حروف من User generated content، لتكون اختصارًا له.
ومعناه أن يصنع الجمهور بنفسه محتوى، يشارك فيه تجربته الحقيقية عن منتج أو خدمة بعد الاستخدام، ثم يشاركون محتوى UGC عبر منصات التواصل.
وتقوم الشركة بمنح الجمهور الحرية باختيار نوعية المحتوى الذي سيصنعونه: صور، فديوهات، منشور أو تغريدة، مراجعة أو تقييم وغيرهم
وفي هذا النوع من التسويق، تسمح الشركة للعميل بأن يكون جزءًا من القصة عن كونه مجرد مستهلك.
وهنا القوة فهذا يضفي للمحتوى عفوية ومصداقية، فيجذب الجمهور.
أهمية محتوى UGC للشركات والعلامات التجارية
لماذا يعد محتوى UGC ضرورة للشركات او العلامات التجارية ؟
وذلك لقوته التسويقية التي تكمن في فوائده التالية:
– بناء الثقة
إن ما يجعل محتوى UGC مميزًا، إنه يأتي من مستخدمين حقيقين للمنتج، وليس من العلامة التجارية نفسها.
فيشعر الناس بمصداقية المنتج أو الخدمة، حيث إنه ناتج عن تجارب حية وتفاعلات المستخدمين الحقيقية مع المنتج.
وحسب نشر موقع Adweek لإحصائية تقول: حوالي 85% من الجماهير يثقوا ويتأثروا بمحتوى مقدم من جماهير مثلهم، على عكس المحتوى المقدم من العلامة التجارية.
– زيادة معدل الشراء
الذي يشجع العميل على الشراء هو تجربة عميل مثله.
فعندما تقرأ الناس تقييمات حقيقية ومراجعات لعملاء جربوا المنتج بأنفسهم، يتولد عندهم الشعور بالثقة والمصداقية، وبالتالي يتم الشراء بشكل سريع.
بالإضافة إلى عامل مهم في الشراء يسمى(التأثير الجماعي)، وهو عند رؤية شخص مجرب للمنتج وفرحان بالنتائج، يتحمس هو الآخر للتجربة.
لذلك يبحث العملاء عن آراء المجربين قبل القرار على الشراء.
– زيادة التفاعل وشهرة المنتج على منصات التواصل
عندما يشارك العميل تجربته ويحكى بنفسه عن المنتج، يظهر المحتوى بشكل عفوي وطبيعي وهذا ما يميزه عن التسويق العادي أو التقليدي، وهذه نقطة القوة في محتوى UGC .
وبالتالي يزداد التفاعل، وتتم مشاركة المحتوى بشكل أكبر، فيصل المنتج إلى أكبر عدد من الناس خلال منصات التواصل.
فعند مقارنة محتوى UGC بطرق التسويق الأخرى، تجد أن محتوى UGC يعمل على جذب الجمهور وتفاعل وصول المنتج بشكل أكبر.
– الحفاظ على ولاء العملاء
الحفاظ على ولاء العملاء لا يأتي بالصدفة، بل من التفاعل والاهتمام والتواصل معهم.
فعندما تتفاعل الشركة مع محتوى UGC من الجمهور، يشعر الجمهور أن لكلامه قيمة، وأن رأيه مسموع.
وهذا الشعور، يشجعهم أكثر أن يشاركوا تجاربهم ويصنعوا محتوى UGC جديد للعلامة التجارية.
وبالنهاية المكسب للشركة؛ فيصل لها محتوى جديد دون تضييع وقتها بالبحث عن أفكار جديدة للتسويق.
– تسويق بميزانية قليلة أو مجاني
لا يجب على الشركات دفع مبلغ كبير في التسويق، إذا كان من الممكن أن يكون بمبلغ أقل أو شبه مجاني.
ذلك لأختلاف محتوى UGC، حيث المستخدم أو العميل يشارك تجربته فيكون مسؤول عن صنع المحتوى ونشره.
ولو أرادت الشركة تشجيع المشاركين لتجربتهم، فهي تدفع مبلغ بسيط على عكس ما تدفعه للحملات التسويقية.
ـ تحسين محركات البحث (SEO)
بزيادة المحتوي الذي يشاركه الجمهور من تجارب حقيقية وهاشتاجات تخص علامتك التجارية وتقييمات عن المنتج.
كل هذا يجعل الناس تشعر بالاهتمام حول المنتج أو الخدمة.
كما أن المحتوى المتنوع الجديد من المستخدمين، يعطي اهتمام لمنتجك، مما يجذب زوار جدد لموقعك الإلكتروني ومهتمين جدد.
أنواع محتوى UGC
لمحتوى UGC أنواع متعددة ولكل نوع فاعلية خاصة، ويجب على الشركات أن تستغل أي نوع يناسب جمهورها.
١- الصور
وفيها يشارك العملاء صور المنتج أثناء إستخدامه أو يوضحون نتائجه بعد الاستخدام.
مثل أن يشارك أحدهم صورته على منصات التواصل الاجتماعي وهو بالجيم، حيث يرتدي حذاء لماركة معينة ويمكن له أن يوضح كيف كان مريح وجيد أثناء ممارسته للرياضة.
٢- الفيديوهات
وهي أكثرهم تأثيرًا وانتشارًا، وتعد الفيديوهات فعالة؛ لمشاركة محتوى UGC على يوتيوب، أو ريلز على إنستجرام أو تيك توك والفيسبوك ومنصات التواصل.
مثل أن تصور فتاة فلوج أو روتين يومها، فتعرض فيه منتجات العناية الخاصة بها وغير ذلك.
٣- المنشورات على منصات التواصل
أبسط أنواع محتوى UGC.
بوست قصير أو تغريدة على تويتر، يوضح فيها تجربة المنتج أو الخدمة، أو يقدم فيها توصية لأصدقائه أو متابعيه عن المنتج.
٤- المراجعات و التقييمات
وهي ما يكتبه المستخدمون وفقًا لتجاربهم، وتستفيد الشركة منها بإعادة نشرها على حساباتهم أو مواقعهم الالكترونية.
وتعد المراجعات والتقييمات أقوى أنواع محتوى UGC
٥- المقالات والمدونات
وقد تكون في مقالة مطولة لمراجعة المنتج، وتقدم تحليلاً شاملاً لتجربته.
وقد تكون مجرد ذكر للمنتج أو الخدمة في مقالاتهم.
كيفية إنشاء محتوى UGC بطريقة تجذب الجمهور وتزيد المصداقية؟
– تحديد الجمهور المستهدف وفهمه
أول خطوة لنجاح محتوى UGC، هي أن تفهم جهورك وتحدده بدقة.
أسأل نفسك: من هم ؟ ما يشغل اهتمامهم؟ نوع المحتوى ذات التفاعل والمشاركة أكثر.
معرفة هذه التفاصيل تساعدك على توجيه محتوى مناسب لهم.
وعندما يكون المحتوى قريب من احتياجات واهتمام الجمهور، زاد التفاعل عليه ومشاركته بشكل أكبر.
– تحديد المنصة المناسبة
ويتم تحديد المنصة بعد تحديد جمهورك، فحسب جمهورك ستختار المنصة المناسبة.
حيث لو استهدفت شباب يمكنك اختيار تيك توك والفيسبوك و إنستجرام، أما لو كان الجمهور مهنيين ورواد الأعمال يمكنك اختيار لينكدإن أو تويتر.
وأيضاً حسب نوع محتوى UGC تختار المنصة، فالفيديوهات القصيرة(الريلز) تناسب أكثر تيك توك و إنستجرام.
أما المراجعات الطويلة تكون على المدونات أو اليوتيوب، والتغريدات والمنشورات تكون على تويتر أو فيسبوك وهكذا.
– جودة التصوير
أيا كان نوع محتوى UGC فركز على الجودة، فإن الإضاءة الجيدة والتصوير المحترف يجذب الجمهور، وبالتالي زيادة احتمالية التفاعل والمشاركة.
– الصدق والأصالة
لا تحاول المبالغة في مدح المنتج أو الخدمة، وقدم تجربتك الحقيقة ورأيك بكل صدق.
فالجمهور ينجذب للآراء الصادقة أكثر من التحدث بطريقة دعائية.
– التفاعل مع الجمهور
قم بالرد على تعليقاتهم، وجاوبهم عن تساؤلاتهم، وشارك قصصهم وتجاربهم للمنتج في محتواك.
فهذا التفاعل يزيد من جذب جمهور جديد وأيضًا من التفاعلات والمشاركة.
– استخدام الهاشتاجات
الهاشتاجات أحد الأدوات القوية التي تجعل المحتوى يصل لعدد أكبر من الناس.
فاستخدم الهاشتاجات الشائعة التي يتابعها الجمهور تساعد على وصول المحتوى بشكل كبير.
كما وجود هاشتاج خاص بعلامتك التجارية، يسهل وصول أي شخص لمحتوى UGC من مشاركين آخرين، والنتيجة تفاعل جمهور أكثر مع المحتوى.
– تقييم وتحسين الأداء
لا تكتفي بنشر محتوى UGC وتتركه، بل تابع وقيم أي نوع محتوى حصل على تفاعل ومشاركة كبيرة، وأي نوع يحتاج لتعديل.
فالمتابعة تساعدك على معرفة ما يحتاج تحسينه في منتجك .
كيف تسمح الشركة للعميل بالمشاركة في إنشاء محتوى UGC؟
– عمل المسابقات التفاعلية والهاشتاجات
أن تعلن الشركة هاشتاج مخصص، وتطلب من العملاء مشاركة تجربتهم مع المنتج تحت هذا الهاشتاج.
ولتخصص أيضًا جائزة أو فائدة تعود على العملاء الذين يشاركون في عمل محتوى UGC عنهم أيًا كان نوعه.
مثل تحديات التيك توك، أو إنستجرام وغيرهم.
– التفاعل السريع
أن تقوم الشركة بإعادة مشاركة محتوى المستخدمين على حساباتهم العامة، أو تتفاعل مع المحتوى وتعلق عليه.
كل هذا يجعل العميل يشعر إن صوته مسموع وأنه شخص مقدر إجتماعيا ومهم، فيتولد عنده شعور بالفخر والانتماء للعلامة التجارية.
كما يشجع أيضاً المستخدمين الآخرين بالمشاركة.
– طلب فيدباك feedback بشكل مباشر
بعد ما يشتري العميل المنتج أو يستخدم الخدمة، أرسل له رسالة بسيطة تشكره فيها على ثقته، واطلب منه أن يشارك تجربته ورأيه في المنتج.
وهذه الخطوة، تجعل العميل يشعر إن رأيه مهم، وفي الوقت نفسه تزود محتوى UGC عن الشركة.
– عرض المكآفات والهدايا
التحفيز يشجع الجمهور على مشاركة محتوى UGC.
فمن الممكن أن تعرض الشركة كوبونات خصم، أو هدايا، أو قسائم شراء للعميل الذي يشارك أفضل محتوى UGC عن تجربته.
هذه الخطوة تشجيع لهم أن يكتبوا و يشاركوا تجربتهم، وتجعلهم مرتبطين بعلامتك التجارية، ولديهم رغبة لتكرار التجربة.
– توفير المنصات أو عمل مساحة على الموقع
مثل عمل مجتمعات أو جروب، يشارك فيه المستخدمين تجاربهم وآرائهم عن المنتج ومشاركة محتواهم.
أو عمل مساحة مخصصة على الموقع لصور العملاء ومراجعاتهم وتقييماتهم عن المنتج أو الخدمة.
– التوضيح والمصارحة
أن تقول للعميل: كيف لتجربته أن تساعد في انتشار المنتج وتحفيز الآخرين للتجربة.
بعض التجارب الناجحة للشركات أستخدمت محتوى UGC
– شركة Sony
ومن أشهر وأقوى الشركات التي استخدمت محتوى UGC شركة Sony.
فعند إعلان شركة Sony عن كاميرا جديدة مخصصة لصناع المحتوى، لم تعتمد على التسويق التقليدي، بل ما عرضته كان فديو ترويجي واحد.
وبعدها أعطت الفرصة للمستخدمين أن يشاركوا تجاربهم مع الكاميرا.
فماذا تتوقع كيف كانت النتيجة؟
النتيجة اشترى كثيرا من صناع المحتوى الكاميرا، وصوروا بها محتواهم وشاركوه مع الإشارة لشركة Sony.
وأعادت الشركة نشر هذا المحتوى، فأكسبها مصداقية كبيرة، ووفر لها فرصة جذب عملاء جدد بشكل عفوي وطبيعي بعيدا عن الدعاية.
ـ شركة كوكاكولا
أعلنت شركة كوكاكولا حملة مشهورة اسمها Share a Coke، وطبعت فيها على الزجاجات أكثر من 150 اسمًا من الأسماء الشائعة للبنات والشباب.
الفكرة كانت مشاركة المشروب مع شخص تحبه (اسمه مكتوب على الزجاجة).
النتيجة مشاركة الناس لصورهم وتجاربهم مع الكوكاكولا بشكل عفوي.
– شركة نايكي
اعتمدت نايكي على عرض قصص حقيقية وتجارب رياضيين حقيقيين عن استخدام منتجاتها، فأعطى مصداقية لها.
ورأى الناس أن الملابس والحذاء تجربة واقعية تفرق مع الرياضيين الناجحين، وكان تسويق بشكل قوي.
– ناشيونال جيوغرافيك
حيث دعت ناشيونال جيوغرافيك المصورين الهواة والمحترفين بالتقاط صورا للأشخاص والطبيعة والأماكن.
واعتمدت في محتوى UGC لها على التصوير الفوتوغرافي، فكانت تطلب من أبرز المصورين حول العالم المشاركة بصورهم.
ـ شركة Free people
هي شركة ملابس معروفة، استغلت محتوى UGC بطريقة ذكية، فأعلنت عن هاشتاج باسم #FPMe، للعملاء الذين اشتروا منهم وطلبت منهم مشاركة صورهم وتجاربهم مع الملابس.
وبالفعل شارك الناس بحماس صورهم بالملابس، ولقى تفاعل و مشاركات كثيرة من الجمهور، وزادت الثقة بها.
والنتيجة، زيادة في المبيعات والملابس وصلت للناس أكثر وبشكل أوسع.
فكيف لفديو واحد فقط من محتوى UGC، تحقيق تأثير أكبر من الفيديوهات التسويقية الأخرى؟
فمشاركة العميل نفسه هي ما تصنع الفرق، حيث يحكي تجربته مع المنتج بعفوية وصدق، وهذا ما يجعل الناس تثق وتتأثر بكلامه.
وهنا دور الشركة، أن تقوي علاقتها مع عملائها، وتوفر لهم مساحة ليشاركوا قصصهم وتجاربهم مع المنتج، فيبني الثقة ويجعل الناس تتخذ خطوة الشراء بسهولة وبدون تفكير كثير.
محتوى UGC، طريقة قوية لأي براند أو علامة تجارية تريد تحقيق شهرة ومكانة معروفة في هذا العصر الرقمي.
الكاتبة: لمياء شعبان