
خطوة بخطوة نحو التعلم الذاتي: مهارات، مصادر، نصائح ذهبية
تبرز أهمية التعلم الذاتي فى عالم سريع التطور، ملىء بالمعلومات والمجالات قد يبدو لك عزيزى القارىء بأن التشتت هو سمة هذا العصر.
وبينما أنت غارق في الكثير من التساؤلات مثل: هل انا راضي بمجالى الحالي؟ ماذا عن مهاراتى وإمكاناتي؟ هل يجب أن أترك هذا المجال؟
يأتى التعلم الذاتي كالضوء في آخر نفق مظلم ويجيب عن كل تساؤلاتك.
في هذا المقال، سنتناول بشيء من التفصيل تعريف التعلم الذاتي، أهميته، وبعض من الترشيحات يمكنك الإستعانة بها في بداية رحلتك في التعلم الذاتي.
تعريف التعلم الذاتي وأهميته
هو عملية يقوم فيها الفرد بتعلم واكتساب مهارات جديدة سواء في مجاله الدراسي، أو مجاله العملي الحالي، أو أى مجال آخر.
يعتمد هذا النوع من التعلم على الفرد نفسه(المتعلم)، حيث يكون هو المحور الأساسى والمسئول عن تحديد أهدافه التعليمية، واختيار الوسائل والموارد المناسبة للتعلم.
ولا يعنى هذا أن يكون المتعلم معزولاً ووحيداً لأنه لا يخضع لإشراف معلم أو توجيه تحت مظلة مؤسسة تعليمية كالمدرسة والجامعة،
بل يمكنه الإشتراك في الكثير من المجتمعات التعليمية والتثقيفية الموجودة عبر الإنترنت كالجروبات والمواقع الإلكترونية، وبذلك يصبح التعلم تفاعلياً فعالاً.
أهمية التعلم الذاتي
تي
يتميز التعلم الذاتي بكثير من الخصائص مما يجعل الكثير من الأشخاص يعتمدون على هذه الطريقة الفعالة في إتقان مهارات مهنية وعلمية جديدة، منها:
-
المرونة
يتميز التعلم الذاتي بالمرونة فهو يعتمد بشكل كلي على المتعلم في تحديد مجال تعلمه، ووسائله، ومصادره، وعدد ساعات التعلم.
فلن يكون مقيداً بمواعيد معينة أو أماكن مخصصة للدراسة.
بل أيضاً لن يكون هناك عبئاً مادياً، لأن أغلب مصادر التعلم الذاتي الآن تكون مجانية مما يتيح لشريحة كبيرة من المتعلمين مثل الطلاب في الحصول على فرصة للتطوير بدون أعباء مادية.
-
الاستقلالية والتقييم الذاتي
حيث يتحمل المتعلم مسئولية تعلمه وتحصيله، ويكون مسؤولاً أيضاً عن تقييم رحلته التعليمية ونتائجها ومراجعة أدائها.
ويكون هذا مفيداً في أن المتعلم لا يعتمد على الآخرين في عملية تعلمه.
بل تعتمد هذه العملية بشكل كامل عليه منذ اللحظة التي قرر فيها دخوله مجال معين ودراسته مروراً بتحديد خطة وأهداف واضحة وحتى عملية المراجعة والتقييم تكون ذاتية.
وهذا يتطلب منه أن يكون واضحاً ودقيقاً وأميناً في عملية تقييمه تلك.
-
تنمية مهارات تكنولوجية عديدة
يقوم التعلم الذاتي بتقوية مهارات متعلميه التكنولوجية لاارادياً، لأنه يعتمد بشكل كبير على أدوات رقمية مثل المنصات الإلكترونية، والتطبيقات، والمواقع.
وهذا يفيد بشكل كبير في أن يكون لدى المتعلمين حصيلة معرفية بالأدوات التكنولوجية بعيداً عن مجالهم الأساسي.لأن وبطبيعة الحال أصبحت التكنولوجيا جزء لا يتجزأ من أى مجال في وقتنا الحالي.
علاوةً على ذلك تتيح هذه الإمكانات التكنولوجية لأصحابها إنجاز مهامهم بشكل أكثر سلاسة وسهولة وفي أغلب الأحيان أكثر سرعة أيضاً.
-
مواكبة التعلم الذاتي لمتطلبات سوق العمل
من واقع عصرنا الحالى سريع التطور ظهور مجالات جديدة عديدة وبالتبعية ظهور مسميات وظيفية ومهن جديدة.
مما يستدعي الشخص أن يٌقبِل على تعلم وتطوير مهاراته بشكل دائم ليلاحق هذا التطور المستمر، فالتعلم الذاتي الآن أصبح ضرورة وليس خياراً.
وهذه من أبرز مميزات التعلم الذاتي أنه لا يتطلب أشخاصاً من مجالات محددة، بل إنه يوفر فرصة التطور لأى مجال أو لأي وظيفة كانت. فما عليك أيها القارىء سوى تحديد هدفك والسير قدماً لتحقيقه.
خطوات عملية لبدء رحلتك في التعلم الذاتي
إليك يا عزيزي أولى الخطوات الفعلية لبدء رحلة تعلم ذاتية ملهمة ومثمرة:
-
حدد هدفك من التعلم الذاتي
أول وأهم خطوة في عملية التعلم الذاتي هي تحديد الهدف أو المهارات التي تريد اكتسابها أو تطويرها.
البدء بدون هدف واضح وصريح كالسير مغمض العينين لا تعرف أين وجهتك ولا الطريق الصحيح للوصول لأهداف ملموسة،
وبدون هذا الهدف المحدد ستصبح هذه الرحلة بلا فائدة.لذلك عليك أن تنتقي أهدافك المحددة يا عزيزي قبل بذل أى جهد وقبل الشروع في عملية التعلم.
ضع خطة محكمة للتعلم
من الخطوات الهامة أيضاً هو وضع خطة مكتملة الأركان تشتمل على كل أوجه رحلة التعلم الذاتي من البداية حتى النهاية.
لابد أن تشتمل الخطة أيضاً على طريقة التعلم، عدد ساعات الدراسة، مكان الدراسة والمطالعة، وكيفية الدراسة الفعلية أيضاً.
يتم تحديد كل هذه التفاصيل الهامة من قبل المتعلم نفسه لأنه من يملك ويدرك مدى قابلية وقته وأسلوب حياته وبالتالي جدولة وتخصيص حيز معين من يومه للدراسة.
خطة الدراسة تعتبر بمثابة خارطة طريقك يا عزيزي في رحلة تعلمك، فكلما حافظت والتزمت بمعاييرها وقواعدها كلما حققت أهدافك المرجوة.
اختر ما يناسبك من مصادر التعلم الذاتي
حدد من المصادر ما يناسبك ويفيدك وما تجده أقرب لطريقة فهمك واستيعابك وما يمكنه أن يوصل لك المعلومة بشكل مفسر وسلس.
وفي هذا الصدد يوجد الكثير من المصادر المتنوعة في أشكالها مثل : الكورسات( يوجد منها المجاني والمدفوع)،
المواقع الإلكترونية، الدورات والمحاضرات التفاعلية، الكتب، الأشخاص المؤثرين.
فاختر منها ما يناسبك ويضعك في المسار الصحيح على حسب مستواك،
واجعل مصادرك متنوعة ومختلفة بقدر الإمكان حتى يضيف لك هذا التنوع أبعاداً أكثر وأعمق ليس مجرد فهم للمعلومات.
قيم نفسك
كما ذكرنا سابقاً يا قارئي أن التعلم الذاتي هو مسار يتمحور حول المتعلم، وبالتالي فإن تحديد مدى كفاءة ونجاح هذا المسار يعتمد على المتعلم.
لذا يجب على المتعلم أن يقف مع نفسه-من حينٍ الى آخر- ويسأل هل أسير بخطى ثابتة نحو أهدافي؟ هل كنت ملتزم بالقدر الكافي لإنجاح هذه الخطة؟
وإن وجد خللاً ما عليه أن يعرف ما هي أسبابه؟ و كيفية الرجوع للمسار الصحيح في أسرع وقت ممكن، لأنه كما أوضحنا أن المتعلم هو من يملك زمام أموره كلها وأيضاً عليه محاسبة نفسه بأمانة وشفافية.
كافىء نفسك
الالتزام والانضباط هما سمة أى نجاح، والمحافظة عليهم والتحلي بهم أثناء رحلة التعلم الذاتي من أسباب نجاح هذه الرحلة.
فمن الضروري أن يكافىء المتعلم نفسه على أى إنجاز أحرزه في رحلة تعلمه تلك مهما كان إنجازه هذا صغير.
لأن هذه المكافأة لا تمثل فقط تقدير المتعلم لنفسه و لجهوده التي يبذلها في سبيل الوصول لهدف معين.
بل أنها تمثل أيضاً حافزاً للاستمرارية والتشجيع على تحقيق المزيد والمزيد من الإنجازات الصغيرة.
التى سوف تؤدى بدورها فى النهاية إلى تحقيق الإنجازات الكبيرة المرجوة من رحلة التعلم الذاتية ككل.
من ناحية أخرى لا يجب أن تكون المكافأة كبيرة وعظيمة، لأن الهدف منها هو التشجيع، كالربتة على كتف المتعلم لحثه على الإستمرار.
صفات شخصية يجب أن يمتلكها المتعلم ذاتياً
بعدما شرحنا عزيزي القارىء كيف أن للتعلم الذاتي العديد من الخصائص الهامة التى تساعدك على تطوير مهاراتك بشكل ملحوظ وفعال.
فإن هناك أيضاً بعضاً من الصفات الشخصية التي لابد أن يتحلى بها المتعلم ليُحقق أكبر استفادة ممكنة من رحلة تعلمه ذاتياً.
سنستعرض بعضها فيما يلي:
-
الانضباط والتحفيز الذاتي
وهو القدرة على الالتزام بخطة تعلم معينة وإكمالها على أحسن وجه و تكليل الجهد المبذول فى عملية التعلم بنتائج مرضية ومستحقة.
قد يبدو من السهل التفكير في أن التعلم الذاتي أمر سهل وهين على المتعلم، ولكن يتضح عند البدء في التطبيق أنه ليس بالأمر اليسير على الأقل في البداية.
حيث أن المتعلم لا ينتظر محفز خارجي يجعله يكمل هذا المسار كالحصول على شهادة تخرج مثلاً، بل عليه أن يجد محفزاته ذاتياً أيضاً وأن تكون دوافعه نابعة من رؤيته الشخصية لنفسه ومهاراته.
-
التخطيط والتنظيم
بوضع خطة ومسار محدد للتعلم للوصول لأهداف واضحة والالتزام بهذا المسار حتى الوصول للأهداف.
العشوائية وعدم الترتيب صفتان لا يجب أن يكونوا في قاموس المتعلم ذاتياً،
لأنهما ببساطة لن يؤدوا الى أي نتيجة سوى التشتت وعدم الوضوح وضياع المجهود المبذول سداً دون أي فائدة تذكر.
يجب على المتعلم أن يحافظ على عقله مرتباً وصحياً باستخدام أدوات مثل: مفكرة صغيرة يدون فيها ملاحظاته العاجلة،
تطبيقات لتتبع تقدمه ومساعدته على ألا يحيد عن مساره مثل: نوشن، ون نوت.
-
العزيمة والصبر
ليس من مميزات عملية التعلم الذاتي السهولة المطلقة.
بل هي عملية تتطلب وقتاً وجهداً كبيرين،
لذلك على المتعلم أن يتميز بالعزيمة ليمضي قدماً في رحلة تعلمه، والصبر لكي ينهي رحلته بالوصول الى خط النهاية وتحقيق أهدافه المرجوة.
ولذلك على المتعلم أن يذكِّر نفسه دائماً سبب خوضه هذه الرحلة الأساسي وهو التطوير المستمر من ذاته لتحسين حياته أكثر وأكثر.
إليك الآن بعض المصادر المفيدة في عملية التعلم الذاتي
من المنصات الإلكترونية العربية والتى تقدم مساقات أكاديمية مجانية في شتى المجالات.
يُقدم محتوى هذه المنصة من خلال أساتذة جامعيين و محاضرين متخصصين. مما يمنح المتعلم ذاتياً فرصة لفهم المواضيع المقدمة بعمق أكاديمى وبلغة عربية سليمة.
هي منصة تعليمية بريطانية تقدم مساقات من جامعات مرموقة.
تغطى المنصة مجالات واسعة تشمل التعليم، الصحة، الأعمال، التكنولوجيا، واللغات.
يمكن الالتحاق بالمساقات مجاناً، مع خيار دفع للحصول على شهادة إتمام للمساقات.
هى واحدة من أكبر المنصات التعليمية على الإنترنت، وتضم آلاف الدورات في مجالات كثيرة.
وأيضاً ما يميز هذه المنصة هو تنوع المحاضرين والأسعار المناسبة والعروض المتكررة، إضافة إلى إمكانية الوصول للمحتوى مدى الحياة بعد شرائه.
-
إدراك
من المنصات العربية المجانية التى تحتوى على الكثير من الكورسات في مختلف المجالات، وتتميز أيضا أنها باللغة العربية.
هي منصة تعليمية مجانية تهدف إلى توفير تعليم مجاني وعالي الجودة لأى شخص.
تقدم شروحات مبسطة في العديد من العلوم من خلال فيديوهات قصيرة وتمارين تفاعلية.
علاوةً على ذلك تدعم هذه المنصة تعلماً ذاتياً بأسلوب ممتع وسلس خصوصاً لطلاب المراحل الأساسية للتعليم.
تعد منصة كورسيرا من أهم المنصات التعليمية المتنوعة، حيث تقدم آلاف الدورات و المساقات التعليمية من الجامعات والشركات الرائدة في مختلف المجالات.
كما تتنوع فيها المساقات بين المجاني والمدفوع، ويوجد أيضاً ميزة الدعم المادي.
-
متابعة المؤثرين
ومن المصادر المفيدة أيضاً، هي متابعة أشخاص مؤثرين بهدف فتح سبل جديدة للتعلم الذاتي، واكتساب مهارات جديدة عبر ما يقدموه من محتوى نافع ومفيد.
وأيضاً يمكنك البدء بأحد الترشيحات التالية قبل البدء في عملية التعلم الذاتي
بالأضافة إلى إمكانية أن تشاهد يا عزيزي ملخص كتاب “كيف تتعلم ذاتيا؟” من قناة جيل يقرأ على اليوتيوب.
وهي قناة تعليمية ترفيهية تسعى إلى نشر ثقافة القراءة عبر تلخيص عدد من الكتب ذات المحتوى المختلف.
وعليك أيضاً يا عزيزي القارئ الإستفادة من كورس “التعلم الذاتي الفائق” الذي يقدمه على محمد على.
وهو مكون من 9 فيديوهات يشرح فيه بداية من اختيار مشاريع التعلم، مروراً بإنشاء خطة تعلم وحتي مرحلة الفهم العميق والتطبيق.
ومن أحد أهم الأشخاص تأثيراً على اليوتيوب هو المهندس أحمد أبو زيد- الغنى عن التعريف- صاحب قناة دروس أونلاين متعددة المحتوى في إطار تطوير الذات.
إليك فيديو “ ملخص أهم كورس حضرته في حياتي: تعلم كيف تتعلم”،
في هذا الفيديو ينقل لنا أحمد أبو زيد تجربته ويشارك معنا أهم الأشياء التي تعلمها من هذا الكورس مثل ما هو تعريف التعلم؟
بالاضافة إلى نصائح وحيل لتحسين الذاكرة، وإستراتيجيات ونصائح أخرى كثيرة.
التعلم الذاتي يا قارئي العزيز هو أحد أهم الأدوات الفعالة التي تحقق لك التطوير المستمر في شتى المجالات،
فتحلى يا عزيزي بالعزيمة للمضي قدما في رحلتك، واختر الوسائل التعليمية المناسبة لك،
والتزم بخطة تعلم محددة فأنت رقيبٌ على نفسك، وتجمّل بالصبر في إكمال مهمتك.
شاركنا أفكارك، فربما يكون اقتراحك هو محور مقالنا المقبل!
كُتب بواسطة: فاطمة عماد.
المستوي المبتدئ
المستوي المتوسط
المستوي المتقدم
Tag:التعلم الذتي, تطوير الذات